Politique

حديث عن التجربة النضالية العمالية في السعودية:سلطان الجميري


من أجل أن لا نفقد ذاكرة التاريخ النضالي
السعودية: من تاريخ الحركة العمالية (كانت السعودية دائما بؤرة عمالة للإمبريالية ولكن كان فيها مناضلون نقابيون ووطنيون وشيوعيون)
قد يبدو النص مقلقا في بدايته، لكن حاولوا متابعته إلى النهاية ففيه عدد من الفقرات الممتعة والمفيدة

حديث عن التجربة النضالية العمالية في السعودية


هل ترون أن التجربة النضالية العمالية في الخمسينيات والستينيات في السعودية، بشخصياتها، أخذت ما تستحق من الدراسة والتدوين؟


كان الموت يتخطف الذين أشعلوا في الظلام شعلا.. وحفروا في الجدران أخاديد .. كان يختطفهم ويثب على أرواحهم .. ويرحلون دون ضجيج! هل تشعرون بهذا. كان من يريد أن يلمزهم يقول تجارب فاشلة! ويعود للحديث عن الشيوعية .. كما لو كان ذلك الحارس الأبله في سجن العبيد الذي كان يقول للشيعي يا شيوعي.

كأني بأحدهم ينظر إلينا وهو يودعنا العام.. ينظر ويقول: « الذين لا يأتون.. لا يقترفون غير خطيئة الغياب.. أما نحن فنقترف خطيئة الحياة دونهم ».هل تصدقون .. حتى محرك البحث « قوقل » يضن بهم .. لا يقدمشيئا..تبحث باسم أحدهم .. فيأتيك اسم مغني مشابه .. وآخر شيخ محصور في مسجده..

وإذا حاولت أكثر .. وفهم « قوقل » أنك ترجوه أن يقدم شيئا ..قدم لك بعضا من الرفاق ذكروهم حين رحلوا عن الحياة .. يقدمون التعازي .. تعزية فقط.السيد على العوامي قبل سنتين .. ولاضطراره المكوث مع ابنته في أمريكا.. قرر أن يكتب شيئا عن تاريخنا.. عن ذاكرة الوطن .. وأبنائه.


كتب عنهم كثيرا ،، ودون شيئا من ذكريات الماضي في كتب متفرقة..
من أين بدأت الحكاية
؟ ..


هناك من براز الشيطان « النفط »..ولد الوطنيون الذين رأوا من يستخدمهم كالعبيد دون حقوق .. لأنه قادم من وراء البحار. أنا لا أعرفهم أكثر منكم..لكن لدي رغبة بالتذكير بهم ..حين كانوا يصرخون في وجه من يريد ترويضهم.. واستعمارهم، لم أخرج للحياة بعد،، كان ظلم الأمريكي منقب النفط .. وصمت صاحب الحق .. دافع للنضال ،، من هناك بدأ الحلم .. وكسر الحلم .. وأريد للتأريخ أن يندثر ولا يذكره أحد ،، سأتحدث عن بعض من حفروا أسماءهم في ذاكرة الوطن .. وإرادة ما .. قررت أن تطوى ذكرهم بهدوء.. لن تجدوا كتبا ومقالات كثيرة عن البهجيان! هناك شخص واحد صوره مع فلم توثيقي هو « محمد القشعمي »، صوره لصالح مكتبة الملك فهد الوطنية .. كانت قصيدة » أين حقي  » للشاعر العراقي محمد صالح بحر العلوم..تعويذة المناضلين كان يحبها البهيجان. يحكي إسحاق أن البهجيان .. كان يعذب في السجن بشدة .. وعويله وصراخه يشق عنان الزنازين .. كان ينهار معلقا من يدين داميتين وقدمين متورمتين.


لذلك لا تستغرب أن يحب الأبطال دوما .. قصيدة  » أين حقي » ..! هذا السؤال لا يحبه الكثير .. لذلك أسمعوهم كثيرا ليتعودوا .. أين حقي؟ أين حقي؟


جيل قدم الكثير .. الكثير جدا ،، ولم يحصل على شيء .. كانت الإغراءات كثيرة .. لكنهم أداروا لها الظهر .. واستجابوا لصوت الضمير « لا تركع ». لا يحق لي تجاوز ناصر السعيد.. لكني وجدت أن الإنترنت به الكثير عنه.. أحمد صبحي منصور يقول عنه: أعظم رجل أنجبته الجزيرة العربية طيلة ألف عام. ونتحدث لاحقا عن يوسف وأخيه إسحاق أبناء الشيخ يعقوب..وجريدة تشبه الصاعقة..اسمها الفجر الجديد .. ولدت في ثلاثة أعداد فقط .. واغتيلت.

* عن يوسف وأخيه إسحاق أبناء الشيخ يعقوب:


ولد يوسف في الجبيل عام 1931 ….ولد وهو يحلم لم يكن يصرخ .. كان حالماً .. تعلقت به الحياة ابتداء .. فلما عرفت عجينته العصية.. أدارت ظهرها. شغوف بالمطالعة والكتابة .. شخصية متقدة .. عمل في شركة آرامكو عدة سنوات .. كتب في عدة صحف .. وكان يوقع مقالاته باسم فتى الخليج العربي ..
بعد سنوات طي الماضي .. كتب في صحيفة اليوم تحت زاوية « كلمات من القلب »! ما أكبر هذا القلب .. كان يعطي .. ويفيض .. إلى أن توقف عن النبض! لم يستمر في الكتابة .. أوقف عن الكتابة قبل وفاته بثمان سنوات ..! كان هناك من يخنق هذا القلب المعطاء ..! كان هناك من يضع الشوكة في حنجرته. قلت .. بعد طي الماضي ،،، تعالوا إذن نفتح صفحة الماضي .. حين أقول لكم الماضي .. وأنا في معرض حديثي عن الوطنيين القدامى .. لابد أن تعرفوا أنني سأبدأ حديثي بـ »السجن ».. سجن يوسف مثله مثل زملائه إبان انحيازه للعمال والحراك معهم .. سجن مرتين، المرة الأولى « خمس سنوات » .. والمرة الثانية « عشر سنوات »..! خمسة عشر سنة .. ذهبت هباء .. هل كان الوطن زاهداً في المخلصين .. ألم يكن بحاجة إليهم ، لماذا كانت تطفأ أعمارهم في المعتقلات ،،! كلنا نعرف لماذا ..لكننا نحب الأسئلة التي تبدأ بـ لماذا..لنقرر شيء ما..أو لنخفي شيء ما يعصر قلوبنا..المهم أنكم لازلتم تحفظون قصيدة « أين حقي ». بعد السجن .. يأتي الحديث عن الفجر .. لا أقصد الفجر الذي نعرفه .. هم أيضا كانوا يفتشون عنه وينتظرونه .. أقصد الحديث عن جريد الفجر الجديد. في الخمسينيات حج يوسف مع والده وشقيقه أحمد، وقابلوا الملك سعود بمنى وطلبوا الموافقة على إنشاء جريدة.. بعد ١٥ يوما أبلغتهم الشرطة بالموافقة.
لم يكن معهم المال ليبدأوا .. لكن لم تعييهم الحيلة.. طبعوها عند أحد رفاقهم ..! كل مشروع كان « الوطن » هدفه لم يكن يعدم الباذلين له .. يوسف وأخوه أحمد (كان يعمل في محكمة الخبر) أسسا هذه الجريدة .. تولى رئاسة تحريرها .. وأخوه تولى إدارتها ..! عائلة نضالية بامتياز .. كانا يؤمنان أن النضال ليس طريقا واحدا .. ولا أسلوبا واحداً .. ولأن الحرب حرب ظلام وجهل .. قررا خوض معركة الوعي والفكر بأسلحة تشبه الرياحين. في يده اليمنى قلم .. وفي الأخرى قلم أيضاً .. كل من أراد أن يؤسس لصحافة حرة .. كان يسأل يوسف الشيخ ..كيف يحول القلم

Les commentaires sont clos.