مدينة سعيدة : معانات صغار الحرفيين والحرفيات
كثيرات هن من يترددن على مبنى غرفة الصناعة التقليدية والحرف قصد تعلم
مهنة اوحرفة يواجهن بها مصاعب الحياة الاقتصادية وبقدر اختلاف أسماءهن
ومستواهن التعليمي او العمري فان تنوع الو رشات يشد إليه كل الرغبات بين
فنون الطبخ خاصة صناعة الحلويات التقليدية والعصرية وفنون الحلاقة
والتجميل والخياطة والتطريز الصناعي ومؤخرا استحدثه ورشة صناعة وتطريز
السروج و لمدة ثلاثية وسداسية الأشهر مع نهاية دورة التكوين تحصلن علي
شهادة نهاية الدورة التكوينية في الاختصاص الممارس (شهادة الكفاءة )
وهذا من اجل الحصول على بطاقة الحرفي ومن ثمة تنفتح أمامهن أمال جديدة
بين الحصول على محل لمزاولة مهنتهن والاستفادة من قرض يدعمهن في بدايتهن
الأولى لمشروعهن المصغر ضف إلى ذالك منح فرصة عرض منتجاتهن في كل
المناسبات بقاعات المعارض للصناعة التقليدية بالولاية أو خارج الولاية
وأمام الآمال المسطرة لهن وحلم المساعدات والتسهيلات ينعكس الواقع
المعاش إلى النقيض.، ومن خلال تواجدي في ورشة الخياطة قصد التعلم و تقربي
إليهن ومجاراتهن في سرد الواقع اليومي التمست تلك المعانات التي يكابر
فيها الحرفي بغض النظر عن الجنس الظروف القاهرة:
غلاء الخامة المنتجة وعدم امتلاك قاعدة مالية تساعد على النهوض بمشروعهن
المصغر في بدايته
المنافسة الكبيرة بين الحرفين أنفسهم والمنتج التركي والصيني الزهيد
الثمن مما يخلق عدم التوازن في العرض والطلب
عدم توفر محلات لممارسة نشاطهم أو الاستفادة من مخطط الرئيس الخاص بمائة
محل وتواجد (المحلات ) هذه الأخيرة في أيدي بزنسة استغلت (المحلات )
بعضها في كراءها كسكنات أو بأثمان خيالية لنشطات تجارية أخرى
قلة القلة من المكونين وإمام أجرهن الزهيد فيجدن أنفسهن أمام توفير
الماكينات للخياطة أو الطرز إضافة إلى توفير لوازم الخام للنشاط رغم
مشاركة الطلاب في هذه المصاريف…
اما الحلول المطروحة من قبل الحكومة لمساعدات هذه الشريحة المنتجة والهشة
تواجد حل القروض من خلال وكالات تسير القروض المصغرة، الصندوق الوطني
للتامين عن البطالة، القرض الحسن أو القروض الخاصة بالمرأة الماكثة
بالبيت.
وبالفعل التجئن إلى هذا الحل الذي كان بصيص آمل لهن دون أن يقفن على
شروط هذا النوع من القرض (ايجابياته وسلبياته.) ومن من تعرفت عليهن
استفدن من قرض عن طريق وكالات تسير القروض المصغرة لمبلغ عشرة ملايين
لتفادي الفائدة المضافة أو القرض الحسن أين واجهن ابتزاز بعض أشباه
المتعاملين التجار المحلين وهذا نظرا لشروط القرض الحسن الذي يفرض عليهن
التعامل مع المتعامل التجاري لتوفير الفاتورات مقابل بيعه وتوفير
المستلزمات المطلوبة من ماكينات وأدوات إلا أن هذا الأخير يغررهن بإعطاء
الكلفة المستحقة نقدا دون أدوات العمل التي من المفروض تساعدهن على
انطلاق المشروع وتحايلا منه على لجنة المراقبة يقوم باستعارة الأدوات
لهن لفترة المراقبة ثم يسترجعها مقابل أن ياخذعشون بالمائة من المبلغ
المقترض كما يضطررن إلى توفير وثيقة إعلان تسديد الضرائب دون أي
مزاولة حقيقية لنشاط تجاري فيجدن أنفسهن في فك التمساح .
أمام هذه الأوضاع المزرية لهذه الشريحة الاقتصادية الهشة وأمام مبادرة
تشجيع المنتوج الوطني وتطوير السياحة وحاجة هذه الأخيرة إلى الصناعة
التقليدية تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة
أين دور اتحاد العام للتجار والحرفين في الدفاع عن هذه الحقوق المكتسبة ؟
أين دور الإعلام لغرفة التجارة ودورها في مرافقة هذا الحرفي في بدايته
الأولى ومساعدته على التعامل مع المتعاملين التجار المعتمدين من قبل
البنوك المانحة للقروض ؟
ماهي نجاعة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الإجراء في إقناع هؤلاء
بأهمية الاشتراك ؟
ما فائدة القروض لما تصبح أعباء تضاف إلى معانات هذا الحرفي والمساهمة في
تلاشي (الحرفي والحرفة)
أين هي حقيقة تواجد المؤسسات المصغرة المعلنة عليها ؟
لالة سعيدة