بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني بمناسبة يوم الأرض الخالد
جماهير شعبنا الفلسطيني المقاتل، يا أبناء شعبنا المرابط، تهل علينا ذكرى يوم الأرض الخالد، وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني ما زالت تسطر ملحمة الصمود والفداء، فها هي غزة الصابرة والصامدة تثبت للعالم أجمع أن علاقة الفلسطيني بأرضه هي علاقة اللحم والدم والعظام لا انفصام بينهما في معركة الحياة والبقاء، معركة الإنسان ضد فاشيي العصر والطغاة الغاصبين، ها هي معركة طوفان الأقصى التي أعادت البوصلة لإتجاهها الصحيح في العلاقة مع المحتل، أثبتت في نفس الوقت أن هذا الكيان الغاصب مجرد أداة وظيفية ومشروع استثماري وكلب حراسة لمصالح الغرب وأطماعه في عالمنا العربي، هذه المعركة التي أثبتت للعالم طبيعة هذا المحتل الهجين، وأن الإمبريالية العالمية هي رأس الشر في العالم كله، كما كشفت عمق أزمة النظام العربي الرسمي المسلط على رقاب شعوبه المقهورة. هذه المعركة التي رسخت في الوعي الفلسطيني أن وجوده على هذه الأرض هو المستهدف وأنها معركة وجود لا معركة حدود، وأن لا لغة يفهمها العدو إلا لغة القوة، وأن كل استراتيجيات السلام والتفاوض مع هذا العدو الفاشي مرهونة بقوة المقاومة وصمودها.
يا أبناء شعبنا في غزة المقاومة، وكتائب الضفة المظفرة، يا أبناء شعبنا في الداخل المحتل والشتات لقد شكلت ملحمة البطولة الدائرة حاليا ضد شعبنا الصامد بمعركة البقاء (طوفان الاقصى) نقطة تحول رغم هول التضحيات للشهر السادس على التوالي، نقول تحول لأنها أثبتت في الواقع الملموس عدة أمور شكلت بمجموعها بداية النهاية للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ومن أبرزها :
1- تحطيم هيبة جيش العدو وإذلاله وإزاحة مقولة الجيش الذي لا يقهر.
2- تحطيم اعتماد العدو على الحرب الخاطفة وحسم المعركة كما عهدته الأنظمة العربية.
3- لم يعد العدو قادراً على إبقاء المعارك خارج حدوده بل انتقلت إلى داخل الكيان الغاصب بحيث أصبح الأمن الشخصي لكل المغتصبين معرض للخطر وهو ما أظهر هشاشة ارتباطهم بهذه الأرض وبالمقابل أظهرت تجذر الفلسطيني وعيً وممارسة في أرضه وترابه ووطنه.
4- بث الذعر لدى الأنظمة العربية العميلة والمطبعة، ومن خلفها الامبريالية الامريكية والأوروبية أن معركة طوفان الاقصى ستشكل عاجلا أم آجلا صاعق التفجير لطاقات وامكانات الشعوب العربية وبوجه محور الشر ورأس حربته دولة الغاصبين في فلسطين.
5- أثبتت عقم نهج التسوية بكل افرازاته وتبعاته وشكلت انقلاباً ثورياً على كل ما بذلت الامبريالية الأمريكية وكلب حراستها على ترسيخه في الوعي العربي والعالمي وتعرية مخططاتهم الخبيثة للمنطقة والعالم.
6- أثبتت أن النصر ممكن وإن عظمت التضحيات وأضاءة الدرب لهذا النصر والخلاص.
7- أثبتت هشاشة الكيان وأنه أوهن من بيت العنكبوت بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
8- أثبتت هذه المعركة أن نهج محور المقاومة قادر على احداث التغير وإن ضعفت الإمكانيات حالياً.
يا جماهير شعبنا وشرفاء العالم إن شعبنا الذي يسفك دمه وتسحق عظامه في اقذر حرب للإبادة على يد الإمبريالية وأتباعها، والتي يواجهها شعبنا بالصمود لن يكتب لها النجاح في هذا العصر وإن محاولة الامبريالية الامريكية ودولة الكيان استنساخ النكبة الفلسطينية عام 1948 قد ولى وإلى الأبد ولن يسمح أحرار العالم وقواه التقدمية والثورية اليوم أن يكون مصير شعبنا في قطاع غزة التهجير والتطهير العرقي .
على هذه الأرض ولدنا وسنموت ونحيى، ومع طلقة كل ثائر وصوت كل حر سيصدح صوت شبل فلسطيني كل صباح إنا هنا باقون .
عاشت ذكرى يوم الأرض الخالد
المجد والخلود لشهداء شعبنا
الشفاء العاجل للجرحى
الحرية لأسرى الحرية
المجد لمقاومة شعبنا العربي الفلسطيني
والخزي والعار لكل المطبعين
الحزب الشيوعي الفلسطيني