Histoire

المناضل الشيوعي هنري مايو ستبقى النهج الذي ينير دربنا الثوري

المناضل الشيوعي هنري مايو
ستبقى النهج الذي ينير دربنا الثوري


يحز في قلبي أن أكون بعيدا عن اللقاء الذي سيكون فيه الرفيق و المناضل الشيوعي هنري مايو محل ذكرى و وقفة استذكار لموقفه الثوري العظيم المتمثل في تهريبه لشحنة من السلاح عبر شاحنة ستكون بمثابة الدعم القوي للثورة الجزائرية ذات 05 جوان 1956 ، دلك اليوم المفصلي المحدد للمنعطف التاريخي الذي عرفته الحركة التحررية الوطنية حينذاك.
لكن قررت أن أكون حاضرا من خلال هدا الإسهام المتواضع لأعبر عن تضامني الصريح مع الرفاق الدين فكروا في هده المبادرة الطيبة ذات البعد التاريخي و السياسي في نفس الوقت. حضوري هدا هو بمثابة وقفة نضالية في لحظة الغياب لقامة و مرجع في النضال الثوري و الوطني بحجم هنري مايو، المناضل الشيوعي و ألأممي الذي استطاع أن يربط بين جدلية الصراع التحرري الوطني و علاقته بجدلية الصراع الطبقي للطبقة العاملة في العالم قصد التحرر من ربقة الاستغلال و الاضطهاد المفروض عليها فرضا من قبل النظام الرأسمالي العالمي في تجليه الامبريالي و الكولونيالي، فكان بدلك هنري مايو بحق ماركسيا و لينينيا بامتياز حيث استطاع أن يلمس الخيط الرفيع الموجود بين جدلية التحرر الوطني ضمن ما يعرف عنها ب » المسألة ألوطنية  » عند قائد الحركة الشيوعية و مؤسس الدولة البلشفية الرفيق فلاديمير لينين و التحامها بنضالات الحركة العمالية العالمية ضمن الأممية الثالثة القائمة على مقاومة و مناهضة الامبريالية العالمية.
ان هنري مايو بموقفه هدا استطاع أن يلتقط اللحظة التاريخية كشيوعي واع بتناقضات المرحلة و الاتجاه التاريخي الذي كانت تنزع نحوه الجزائر التي كانت تناضل و تقاوم بكل أساليب النضال بما في دلك النضال المسلح من أجل استرجاع سيادتها و استقلالها.
تحضرني في هدا السياق الرسالة التي أرسلها الرفيق هنري مايو الى كل الصحف الباريسية وقت داك ليعبر فيها بلا مواربة أو أدنى غموض عن موقفه المتعلق بالتحاقه بصفوف جيش التحرير بعد العملية الناجحة المتمثلة في تهريب شحنة هائلة من السلاح عبر شاحنة عسكرية . فقد كتب يقول هدا الضابط برتبة مرشح  » أن التحاقي بالكفاح الى جنب الثورة التحريرية ليس كفاحا عنصريا ، بل هو كفاح المضطهدين ضد بمضطهديهم ، هده المقولة
التي جسدها الرفيق هنري مايو من خلال الرسالة التي تعد بمثابة القطيعة التي لا تشوبها شائبة مع الراهن الاستعماري تكرس بحق المفهوم الماركسي-اللينيني للنضال الثوري ضد الهيمنة الاستعمارية و راعيتها المتمثلة في الامبريالية ألعالمية كما أنها تدحض النظريات البورجوازية ذات الاتجاه العنصري و الاستعماري المضلل و القائم على التعتيم الايديولوجي المغرض.
كنت بنظرتك الشيوعية جزائريا حتى النخاع، استطعت أن تعطي من خلال نضالك المستميت و جسارتك الثورية دلالة لمعنى أن تكون جزائريا ببعد أساس ارتكازه الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. جعلت من هده الشعارات النبيلة و الكبيرة قدس أقداس نضالك و تفانيك الذي لا ينضب.
أيها الرفيق الشهيد أذكرك اليوم و أنا أعي جيدا ما اقترفته أيدي النسيان في حق نضالك و مآثرك، عذرا يا رفيقي، انه زمن الردة و الزحف على البطون. لكن ثق أننا على مآثرك سنسير و ستكون بالنسبة لنا بمثابة الاسمنت الذي يقوي عزمنا و يشحذ همتنا و ستكون دربنا الذي ينير طريقنا.
نفاح حسين

Les commentaires sont clos.