بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني
إن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة هي خطوة في الاتجاه الخاطىء، وجاءت انقلاب على اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو ونتائجه المتواضعة، ورغم توقع حزبنا لفشل هذه الحوارات المتتالية إلا أن توجه السلطة الفلسطينية بتشكيل حكومة جديدة من أجل ارضاء الامريكي والتضحية بالوحدة الوطنية الفلسطينية، يدل على ضيق أفق هذه السلطة وتغليب مصالحها الفئوية الضيقة على الصالح العام لشعبنا العربي الفلسطيني، وبسبب هذه الفئوية الضيقة لبعض الفصائل، وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الكل الفلسطيني فإن أية حوارات مستقبلية سيكون محكوم عليها بالفشل مسبقاً، إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يدين هذه الخطوة الغير مسؤولة والتي جاءت أسرع مما توقع حزبنا بسبب حرب الابادة التي يخوضها الكيان الغاصب ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وكأن كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا العربي الفلسطيني من تهجير، تسفير، تدمير تجويع وتهويد لم تكن كافية لكافة الاطراف من أجل رأب الصدع الفلسطيني، والخروج بسياسة واحدة موحدة أمام العالم، وقد جاءت هذه الخطوة على هوى الحكومة الصهيونية الفاشية، والتي تستغل الانقسام الفلسطيني الفلسطيني من أجل تسويق رؤيتها بعدوم وجود جسم فلسطين يمكن التفاوض معه، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، إن هذه الخطوة الغير مسؤولة تسهل على حكومة الكيان فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ومن هذا المنطلق يجدد حزبنا الدعوة لكافة فصائل العمل الوطني من أجل تشكيل جبهة وطنية عريضة لمقاومة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية والخروج من المأزق الراهن نحو التحرير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني » دولة لكافة أبنائها ».
كما ينظر حزبنا بخطورة بالغة إلى خطوة الولايات المتحدة الامريكية من أجل بناء رصيف بحري هدفه الظاهر هو ايصال المساعدات الانسانية إلى الجوعى في قطاع غزة، وباطنه أهداف خبيثة تبدأ بالتهجير أو تشديد الحصار والتجهيز لعملية برية محتلمة في رفح، فما معنى أن يتم بناء هذا الرصيف البحري بدعوى ايصال المساعدات الى المحتاجين لها، ومعبر رفح يوجد به آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والأدوية التي لو سمح لها دخول قطاع غزة لتمكنت من انهاء حالة الجوع لدى عائلات وأطفال شعبنا في قطاع غزة، وهذا ينقلنا لمخطط الكيان الصهيوني والذي يتمثل باحتلال محور صلاح الدين « فيلادلفيا »، من أجل منع دخول المساعدات أو أي مواد أخرى بشكل كامل عبر معبر رفح، والتحكم بها عن طريق الرصيف البحري المفترض، وذلك من اجل ابتزاز شعبنا في المستقبل وتحديد دخول اي سلعة أو بضاعة ممكن أن يرى الكيان أنها تشكل خطورة عليه حسب زعمه، كما أن هذا الميناء سوف يساعد دولة الكيان في تشكيل قوة محلية لاستلام المساعدات وتجاوز الأجهزة الحكومية والمنظمات الإنسانية الأممية في قطاع غزة.
كما تهدف هذه الخطوة المشبوهة إلى ضرب منظمة الانروا وتصفيتها ومنعها من القيام بدورها بتوزيع المساعدات على أبناء شعبنا وهي المنظمة الاكثر قدرة على توزيع المساعدات لأنها تمتلك قاعدة بيانات كاملة عن شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللجوء في دول الجوار، فالميناء البحري أو الرصيف المزمع بنائه بحجة ايصال المساعدات يحمل في طياته مؤامرات خبيثة ودنيئة أولها القضاء على منظمة الانروا وليس آخرها تشديد الحصار والسيطرة على قطاع غزة من خلال التحكم بالمواد التي ستدخل القطاع، خاصة وأن الكل يعلم أن هذه الفكرة هي فكرة اسرائيلية خالصة، ولكن للأسف هنالك بعض الانظمة التي دعمت هذه الفكرة، وسوقت لفكرة الميناء البحري ابتداءً بقطر والامارات والبحرين وانتهاءً بمصر، وهذا يشير الى شدة الهجمة الامبريالية على المنطقة العربية ودور الرجعية العربية ووكلاء الاستعمار في تنفيذها، ولكن هذه الهجمة الشرسة تُواجه بمقاومة كبيرة من محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وانتهاءً بفلسطين المحتلة، ويرى حزبنا أن المقاومة والتصدي لهذه المشاريع الشيطانية وافشالها يتم عبر توسيع المقامة وانتشارها في كافة أقطار الوطن العربي ضد الانظمة الذليلة والخانعة للإمبريالية العالمية وتوسيع تحالف محور المقاومة مع أحرار العالم .
الحزب الشيوعي الفلسطيني
فلسطين المحتلة
20/3/2024