Politique

الجزائر على خط الزلازل بين ارادة الشعب وغرف عمليات الغرب! / محمد صادق الحسيني

صحيح ان الحراك الشعبي الجزائري يتم بأرقى درجات السلميه والانضباط والحضارة والالتزام

بالحفاظ على الدولة الجزائرايه وهيبتها ، التي تستند الى تضحيات مليون ونصف المليون شهيد ، وكذلك على دورها الوطني العروبة المناهض للامبرياليه وأدواتها ، وعلى رأس هذه الأدوات الحركه الصهيونيه وصنيعتها اسرائيل ، الا ان القوى الاستعماريه والصهيونيه ، وعلى رأسها الولايات المتحده واسرائيل تريد عكس ذلك تماما ، اَي تدمير الدوله الحزائريه ، عقابا لها على مواقفها الرافضه لتسليم ثروات البلاد والعباد الى المستعمر الاميركي او الفرنسي او الاثنين معا ، وكذلك رفضها اَي تقارب او حوار مع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي اغتصبت فلسطين وشردت أهلها منذ سبعين عاما .
ففي اطار متابعة التحرك الصهيواميركي المعادي للجزائر افاد مصدر استخباري ، متخصص في تحليل التحركات الشعبيه في العالم ، بما يلي حول الوضع في الجزائر :

اولا : تم تشكيل غرفة عمليات مركزيه لإدارة ” الثوره ” في الجزائر والتي اتخذت من مدينة الرباط المغربية مقرا لها . يشارك في هذه الغرفة اربعة ضباط استخبارات امريكيين وستة ضباط استخبارات مغاربه ، بالاضافة الى اثني عشر شخصا يطلق عليهم اسم ” خبراء تخريب ” وهم من الجنسيه الصربيه، وأعضاء في منظمة اوتبور Otpor الصربيه ، التي تمولها جهات امريكية عده ، والتي تأسست في تسعينيات القرن الماضي ، في جامعة بلغراد ، وكان هدفها اسقاط نظام الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش ، الامر الذي حصل في عام ٢٠٠١ .
كما يشارك في ادارة هذه الغرفه ثمانية أفراد جزائريين ، ذوو توجهات اسلاميه ، تم تدريبهم لمدة ستة اشهر على أيدي خبراء من منظمة اوتبور Otpor ، وتحت اشراف ضباط مخابرات امريكيين في المغرب ، في النصف الثاني من عام ٢٠١٨.
وتتمثل مهمة هذه الغرفة بتنسيق كافة عمليات التخطيط والتمويل والامداد والتزويد ، حاليا ومستقبلا ، لجهات معينة تشارك في الحراك الجزائري حاليا وعلى تواصل مع هذه الغرفه ، وذلك بهدف اثارة الفوضى والدخول في مواجهات مع قوات الامن الجزائريه ، بحيث تخلق الظروف المؤاتيه لتحويل الحراك السلمي الى اشتباكات مسلحه ، اَي تحويل مجرى الأحداث ورسم مسار جديد للحراك واهدافه ، تحقيقا للهدف المشار اليه اعلاه .
ثانيا : تم اقامة غرفتي عمليات ميدانيه متقدمه ، لتنفيذ مخططات الغرفة المركزيه ، الاولى في مدينة وجده ، في شمال شرق المغرب وبالقرب من الحدود الجزائريه ، ويديرها احد عشر ضابط عمليات أمريكي ومغربي وصربي بالاضافة الى ثلاثة أفراد جزائريين .
اما غرفة العمليات الميدانيه الثانيه فقد أقيمت في مدينة الرشيديه ، التي تبعد حوالي ثمانين كيلو مترا فقط عن الحدود الجزائريه ، ويديرها ثمانية ضباط من الجنسيات المذكوره اعلاه ، الى جانب ضابطي استخبارات عسكريه فرنسيه .
ثالثا ) اما عمليات التدريب العسكري فتتم في ثلاثة معسكرات أساسيه ، أقيمت خصيصا لهذا الغرض ، اثنان منها في المغرب .

يقع المعسكر الاول على بعد ثمانية وعشرين كيلو مترا الى الشرق من مدينة العيون المغربية ( على شاطئ الأطلسي ) ويضم حاليا ثلاثمائه واثنين وستين متدربا معظمهم جزائريون ، وثمانية وعشرين مدربا وإدارياً .

بينما يقع معسكر التدريب الثاني الى الشمال الشرقي من مدينة سماره ، في جنوب شرق المغرب وعلى مقربة من مثلث الحدود الجزائريه المغربية الموريتانية ، ويبعد عن المدينة اربعة وخمسين كيلومترا ، ويضم هذا المعسكر حاليا مائتين وأربعة وثمانين متدربا وثمانية عشر مدربا وإدارياً .
في حين يقع المعسكر الثالث في الاراضي الموريتانية وهو مقام على بعد اربعة وثلاثين كيلو مترا جنوب غرب بلدة بئر موغرين ، بالقرب من حدود موريتانيا الشماليه الغربيه مع المغرب . ويوجد في هذا المعسكر ثلاثمائه واربعين متدربا مع ستة واربعين مدربا وإدارياً .
ثالثا ) كما اكد المصدر على وجود تعاون وثيق ، في مجالات الامداد والتزويد ( اللوجيستيك كما يسميه البعض ) بشكل خاص ، بين حركة النهضه في تونس .وفي هذا الاطار أقامت المجموعات الجزائريه ، المرتبطه ببعض التنظيمات الاسلاميه في الجزائر ، نقطتي ارتكاز لها في تونس :

الاولى : بالقرب من مدينة الكاف ، الواقعه شمال غرب تونس ، بالقرب من الحدود مع الجزائر .
الثانيه : جنوب مدينة جندوبه الحدودية التونسيه والواقعة شمال غرب تونس على بعد حوالي خمسين كيلومترا من الحدود الجزائريه .

علما ان كل هذه الترتيبات لم تنطلق منذ بدء الحراك الجزائري وانما اتخاذ كافة الخطوات المشار اليها اعلاه منذ حوالي عام . اَي ان الحلف الاميركي الصهيوني كان يخطط ويستعد لاستغلال اية تحركات شعبيه في الجزائر ، بغض النظر عن طبيعتها وطبيعة القوى التي تقف خلفها وتحركها ، وذلك للانقضاض عليها وتحويل مسارها الى مسار صدامي يؤدي الى نشر الفوضى والدمار في الجزائر . وهو ما تؤكده مشاركة ستيف بانون Steve Bannon ، مستشار ترامب خلال الحمله الانتخابيه ثم مستشاره الاستراتيجي ، عندما اصبح رئيسا . وهي الذي افتتح قبل اشهر قليله مكتبا له في بروكسيل لتنظيم ثورات ملونه في أوروبا . كما ان معلوماتنا المؤكده تقول ان الملياردير الاميركي الشهير ، جورج سورَسْ ، مشارك في تمويل كافة العمليات المشاراليها اعلاه ، بما في ذلك شراء الاسلحه لتزويد العناصر المذكوره آنفا بها .

اما في ما يتعلق باحتمالات تطور الاوضاع في الجزائر فقد اكد المصدر المشار اليه اعلاه على ما يلي :

١)ان قيادة الجيش تسيطر سيطرة تامة على كل مفاصل الحياة في الجزائر ، بمعنى ان لا اخطار تتهدد البلاد ، من احتمال انزلاق المظاهرات الشعبيه الى العنف المدمر ، وذلك بسبب تفهم الجيش للمطالب الشعبيه واحتضانها والسماح بالتعبير الحر عنها ضمن مصلحة البلاد الوطنيه .
٢)ستقوم قيادة الجيش ، عبر الاطر القانونية طبعا ، بتأجيل الانتخابات الرئاسيه حتى نهاية العام الحالي ، بعد ان يعود الرئيس بوتفليقه الى البلاد ، ثم تتم الدعوه لحوار وطني شامل ينتج عنه دعوة لانتخابات جديده تؤدي الى انتخاب رئيس مدني جديد ، يتمتع بدعم الجيش .
٣)سيقوم الرئيس الجزائري الجديد ، حسب المعلومات المؤكده المتوفره لدينا ، بتنفيذ برنامج اصلاحي جذري شامل ، مبرمج ومسيطر عليه ، وليس برنامج صدمه كالذي نفذه الرئيس الروسي السابق ، بوريس يلتسين ، في روسيا بداية تسعينيات القرن الماضي ، وادى الى إيصال روسيا الى حافة الانهيار التام .
٤)هدف البرنامج يتمثل في اجراء إصلاحات اقتصاديا تحفظ ثروات البلاد من نهب الشركات الأمريكيه والأوروبية المتعددة الجنسيات بما يضمن انهاءً سطوة تحالف بعض كبار رجال الاعمال الجزائريين مع بعض كبار قادة اجهزه أمنيه وعسكريه سابقين .
٥)توسيع هامش الحريات السياسيه في البلاد ، بالتوازي مع التقدم الاقتصادي ، وذلك لخلق مشاركة شعبية اوسع في الحياة السياسيه في البلاد ، وذلك في سبيل الوصول الى استقرار سياسي مرتكز الى رخاء اقتصادي يشعر به المواطنون .
٦)ستقوم قيادة الجيش بايجاد مخرج مشرِّف للرئيس بوتفليقه وتكريمه بالشكل الذي يليق بقامته النضالية قبل الانتخابات المقبلة .
الجزائر على خط الزلازل
بين ارادة الشعب
ومؤامرة الغرب
بعدنا طيبين قولوا الله

Laissez un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

*