Société

عن اعترافات مجرم!؟

[rouge]عن اعترافات مجرم!؟[/rouge]

لو كنت محل مدير ديوان رئيس الجمهورية هذه الأيام، لدفنت رأسي في الرمل، حتى لا أقول الوحل، وهو الذي داس على كل نضاله ضد الإرهابيين والمجموعات الدموية، عندما جلس إلى إرهابي يديه ملطختين بدماء الأبرياء.
ماذا يقول أحمد أويحيى وهو يسمع أو يقرأ، الرجل الذي جالسه أشهرا مضت وهو يتفاخر بمجازره في برنامج نقطة نظام على قناة العربية؟
قناة العربية التي يبدو أنها عادت مع الملك الجديد المعروف بتمويله للجماعات المسلحة وبتأييده للإخوان والتيارات المتشددة، يبدو أنها عادت إلى لغتها التحريضية التي لا تختلف عن رسالة “الجزيرة” الإخوانية التي عاثت في عقول العرب فسادا، وزرعت الفتنة والحقد في الشارع العربي.
ليست المرة الأولى التي يعترف فيها مدني مزراق، الرجل الذي أثري من وراء دماء الأبرياء وصار رجل أعمال يمتلك المصانع والملايير، بجرائمه وما زال يوقع الاعتراف تلو الاعتراف بأنه قتل ونكل وليس نادما على ما فعله!
نحن النادمون يا “سيادة” الإرهابي، نحن من نعتذر لك، لأننا جردناك من صفتك الوحشية وألبسناك ثوب الورع والتقوى، ثوب التوبة التي ترفض أن تعترف بها.
نعم مدني مزراق إرهابي لكنه غير تائب، ومع ذلك استفاد من المصالحة التي ضحكت بها السلطة على أولياء ضحايا الإرهاب، وها هو يبصق على ذاكرتهم ويعود مرة أخرى يغرز سكين الحقد في جراحهم التي لا تندمل، ومن أين لها أن تندمل، والإرهابيون معززون مكرمون، يتلقون الرواتب والتكريم من سلطة خائنة.
مع أن “الجيش الإسلامي للإنقاذ” الذي يمثله مزراق كان هو أول من استجاب إلى نداء الرحمة ومن ثم الوئام والمصالحة، قبل “الجيا” إلا أنه عكس هذه الأخيرة، لا يفوت فرصة إلا ويتفاخر بجرائمه، ويجدد التأكيد على عدم ندمه. كل أبناء “الفيس” المحل يتبجحون بالجرائم التي اقترفوها، مثل كرتالي، ومع ذلك تم العفو عنهم بمرسوم رئاسي، بل هم يتلقون رواتب وتعويضات لا أدري على ماذا، عكس عناصر “الجيا” التي وإن التحق بعضها متأخرا بالمصالحة ورفض بعضها الآخر الاستجابة لها، إلا أنهم لا يذكرون جرائمهم ولا يتفاخرون بها، وإن كان هذا لا يمحي عنهم صفة الإرهاب والجرم، إلا أنهم يتفادون تحريك السكاكين في الجراح.
خرجة مزراق ليست بريئة، وليست فقط محاولة للاستفادة من تغيير السياسة في السعودية بعد موت الملك “المعتدل” واعتلاء الحكم من قبل ملك عرف بنزعته المتشددة وميوله للجماعات الإرهابية، وإنما أيضا لـيوري للجزائريين العين الحمراء، فهو ما زال عازما على تنفيذ مشروعه، وجعل من الجزائر أفغانستان أخرى، والدليل أنه نظم قواعده الصائفة الماضية في جامعته الصيفية غير بعيد عن العاصمة، مستفيدا من الصراعات الخفية في هرم السلطة، ومن الوهن الذي تعيشه البلاد، ومن الوضع الصحي للرئيس، الذي صار يبحث عن المهادنة وإرضاء المتشددين بأي ثمن موفرا نوعا من السلم لمرحلة حكمه.
ما قاله مدني مزراق من إشادة بالإرهاب من المفروض أن القانون يعاقب عليها، دليل على أن حربنا على هذه الآفة لم تنتصر، وأن الجهود التي بذلت من طرف الشعب الجزائري ومن قبل المؤسسة العسكرية تكون ذهبت سدى، وراهنت السلطة بها في معركة سياسية خاسرة، ويعني أننا لسنا في منأى عن أزمة أمنية أخرى، في حال تعذر انتقال السلطة لما بعد بوتفليقة بطريقة سلسة.
حديث مدني مزراق حمل جملة من الرسائل المشفرة لرجاله ليستعدوا، وللسلطة أيضا، لا أدري ربما ليفتك منها المزيد من المكاسب.
حربنا على الإرهاب ما زالت مستمرة؟!
حدة حزام

Les commentaires sont clos.