Politique

يسرى الخطيب تفضح العرب!؟

الحاجة يسرى الخطيب، اسم ووجه صفع الرأي العام العربي أمس، من بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. صورة ذكرتنا بمدى جبننا، وحجم خياناتنا، بل بالضياع الذي بلغه العرب في هذا الشرق الأوسط المدمر.
ماتت الحاجة يسرى الخطيب وهي تنتظر جالسة فوق كومة حقائبها أمام بوابة معبر رفح، وهي التي كانت عالقة منذ أيام تنتظر العودة إلى بلادها وبين أهلها.
وهكذا تضع هذه الصورة التي تختصر ما وصل إليه الوطن العربي من ذل، حدا لأكذوبة العروبة والكرم والنخوة والشهامة التي ألصقها العرب بأنفسهم اعتباطا. فهل بعد هذا يجرؤ رئيس عربي أن يتكلم باسم العرب، أو يدعي أنه يساند القضية الفلسطينية، وهو عاجز عن فتح معبر أمام الغزاويين العالقين في قطاع محاصر ليس من قبل إسرائيل فحسب، بل من قبل كل الحكومات العربية المرعوبة من إسرائيل وأمريكا وأولها مصر السيسي.
العرب الذين هبوا “لتحرير” اليمن من الحوثيين وسوريا من بشار، هروبا من عوراتهم المكشوفة في غزة والضفة، في فلسطين التي خانوها وباعوها، وراحوا اليوم يبحثون عن بطولات وهمية ترفع همتهم.
كل عام وأنتم مهزومون، وكل ثورة وأنتم خائنون، أيها العرب. مهزومون أنتم وإعلامكم وكل سياساتكم. تموت سيدة مسنة عالقة في رفح، في الوقت الذي تستضيف “الجزيرة” زعيم جبهة النصرة المدعو “الجولاني”، الذي يؤكد أنه تابع للقاعدة وليس لداعش، وأن أيمن الظواهري أمره بمحاربة الأسد وحزب الله، مؤكدا على رسائل ضمنية يقف وراءها التحالف السعودي- القطري- التركي، وأنه لن يحارب إسرائيل.
هنيئا لإسرائيل وحليفتها أمريكا هذا الإنجاز العظيم. هنيئا لها هذا الدمار الذي ألحقه العرب بأنفسهم خدمة لها دون أن تطلق رصاصة واحدة. فأي إنجاز أكبر من هذا الإنجاز الذي حققه العرب بخيانتهم وغبائهم لفائدة من كان يعتقد أنه عدوهم الأول، فإذا بإعلام العرب، “الجزيرة” و”العربية”، يزرع في أذهان المخدرين أن إيران وحزب الله والأسد أخطر من إسرائيل، وأن قتل حوثيي اليمن وعناصر حزب الله، وتدمير الشيعة أولى من إسرائيل وتحرير القدس. 02081888899417771282451183883041-488x330.jpg
خبتم وخاب سعيكم يا من عجزتم أن تكونوا قادة وسط الأمم، تنفخون صدوركم أمام شعوبكم المقهورة وتلعقون أحذية حكام إسرائيل والغرب. وها هي صورة تعري رجولتكم الكاذبة، وسيدة من نسائكم تلفظ أنفاسها الأخيرة بحثا على مسلك تمر منه إلى وطن مغتصب.
كل ثرواتكم لن تشتري لكم رجولة. ستبقون تابعين لأسيادكم، يجرونكم من رقابكم ويملون عليكم خياراتهم، التي تمولونها بأموالكم، وتخوضون الحروب ضد أبنائكم وبناتكم نصرة لهم. وستشربون الأنخاب نفاقا ومذلة، مثلما شرب ملوك آل سعود وأمراء الأردن وأسياد مصر.
ستحاولون البحث عن رجولتكم المغتصبة في الانتقام من سيقان وشعر بناتكم. ستدّعون التقوى والفضيلة. لكن هيهات. انتهى أمركم ولم يبق لكم مكان وسط الأمم. لم يبق لكم ما تتاجرون به بعد أن بعتم شرفكم وأوطانكم، وتآمرتم على أطفال ونساء شعب ضعيف، شعب فلسطين، مثلما تآمرتم قبلها على لبنان وسوريا والعراق وليبيا.
سيأكلكم الفيروس الذي زرعتموه في الجسد العربي، ولن تجدوا من يقيم لكم العزاء، فلا عزاء للخونة؟!
حدة حزام
el fedjr الخميس 04 جوان 201

Les commentaires sont clos.