Le Moudjahid Boualem Khalfa n’est plus. Il nous quitte à l’âge de 94 ans.
Né en 1923 à Koléa ; militant des Amis du Manifeste de la liberté (1943-1945) ; adhèrent au PCA en 1946 ; entré à Alger Républicain à la fin de 1944, rédacteur en chef en 1947 ; membre du CC du PCA en 1952 puis du BP et du secrétariat clandestin en 1955-1956, chargé d’organiser les Combattants de la liberté en Oranie ; arrêté en 1957, torturé, condamné à vingt ans de travaux forcés, évadé de la prison de Caen (France) en 1961, responsable de la Fédération de France du PCA jusqu’à l’indépendance ; prend place en Algérie à la direction d’Alger Républicain.
Il doit se retremper de nouveau dans la vie clandestine pour diriger le PAGS après le 19 juin 1965. En 1974, il renoue avec la vie légale après que Boumediène qui cherchait de larges soutiens à sa politique socialisante, eut décidé de faire cesser les poursuites policières contre les dirigeants et cadres du PAGS. La direction du PAGS qui ne faisait aucune confiance dans l’aile droitière anti-communiste du régime maintint une bonne partie de son encadrement dans la clandestinité. Boualem Khalfa, Abdelhamid Benzine et quelques autres cadres furent désignés aux tâches légales de concertation avec les milieux progressistes partisans du socialisme et aux relations avec l’extérieur.(ici a droite de la photo avec feux Henri Alleg et Kateb Yacine)
En 1992, Boualem Khalfa s’opposa à la « liquidation » du PAGS et à sa transformation en front démocratique républicain rompant avec le marxisme et le communisme. Il combattit les tentatives d’accaparement d’Alger républicain par les courants « oeuvrant à le couper de sa ligne socialiste originelle et à lui imprimer une ligne de soutien aux partisans du « capitalisme moderne » sous le prétexte de faciliter l’isolement de l’intégrisme islamiste ».
QU’IL REPOSE EN PAIX.
.
(SOURCE: Le maitron/Alger rep.)
إشراقات زينب
بوعلام خالفا سلام لروحك الطيبة
يوم : 10-07-2017 بقلم : زينب الأعوج
تعازينا الحارة والصادقة أيتها الذاكرة المنسية أو ذاكرة النسيان التي عودتنا أن نتوسد الجمر البارد ورغوة الرماد على عتبات التاريخ دون طمع في أية جذوة أو شعلة نار سحرية. إنهم يرحلون فرادى وجماعات في صمت وهدوء وسكينة إلى أحضانك الندية، أيتها الأرض المشرعة للملمة تفاصيلهم الحميمة وأنفاسهم الهائمة التي أينعت تعبا وغربة وحنينا وأشواقا مؤجلة على صدر زمن لم يكن رحيما أبدا. شبابا كانوا كلهم مثل ربيع يشرق على حين غفلة في مواسم ليست له، وهم يشقون طريقهم خطوة خطوة مع من سبقوهم في خلق مساحات النور وسط كل العتمة وفي عز الظروف الصعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، استعمار واستيطان وقهر وجوع وحرمان من كل لمعة حرية في أي مجال كان. هم الذين من عمق معاناتهم القاسية والقاسية جدا، فجروا لنا ينابيع من الحلم وزرعوا لنا التربة بزهر الأمل وأسكنوا في قلوبنا حب الوطن وحب الحياة وحب الآخر المختلف. مثقف ومناضل مشبع بالحس الإنساني النبيل حمل عاليا القيم الإنسانية العليا، وجعل من ثقافته الواسعة والمتنوعة ركيزة أساسية لممارساته وسلوكاته وسط مجتمعه وفي محيطه النضالي سرا أو علنا حسب الظرف وحسب الخطر وحسب ما هو متاح من حرية ومساحات وتعبير.
بوعلام خالفا، ذلك المتقد محبة وهدوءا واتزانا وتواضعا في هيأته وأناقته وتصرفاته ولد بالقليعة سنة 1923، وهو الشاعر والصحافي والمناضل بامتياز في كل الجبهات اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، غادرنا بعد هدأة طويلة مع المرض في صمت وكبرياء المتواضعين والنبلاء هذا الخميس2017 وهو يعانق غيمة هاربة ويجمع حواف السماء في كف سارق النار الذي كان نبضه الشعري ملتصقا بالإنسان في كل معاناته وقضاياه العادلة. كان كريما وسخيا في معلوماته التي لم يبخل على توصيلها وتوريثها لكل من عرفوه من جيلنا، مثله مثل الكثيرين من رفاقه وأصدقائه وعلى رأسهم عبد الحميد بن زين وهنري علاق وبشير حاج علي ومالك بن نبي وكاتب ياسين وغيرهم كثير. إنه واحد ممن عاشوا وعايشوا التجربة الجميلة والثرية والقاسية لجريدة » ألجي ريبوبليكان » لإعلاء صوت المضطهدين وفضح ممارسات المستعمر والدفاع المستميت عن منبر حر لم يرق يوما للإدارة الاستعمارية أن يستمر. بدأ النضال شابا في تنظيم أنصار بيان الحريات ثم انخرط في الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1946 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية سنة 1952 ثم عضوا في المكتب السياسي وفي الأمانة السرية، ليكلف بعدها بتنظيم وتأطير اللجان الثورية التابعة للحزب الشيوعي في القطاع الوهراني. يعتقل سنة 1957، وبين سجون الجزائر وسجون فرنسا يعيش التعذيب الوحشي ويحكم عليه بعشرين سنة من الأعمال الشاقة، يتمكن من الهروب من سجنه بمساعدة الشيوعيين الفرنسيين سنة 1961 ليعين حينها مسؤولا عن الحزب الشيوعي الجزائري في فرنسا حتى الاستقلال، ثم يكلف بإدارة صحيفة « ألجي ريبوبليكان » . ولأنه كان قريبا من كل الفئات المناضلة والمثقفة زيادة عن انخراطه الشعبي الكبير، نجده دائم الاستعداد من أجل المبادرة والمساهمة في تقديم ما هو جميل وقيم لهذا الوطن، فهو من الكتاب الأوائل الذين انخرطوا أو ساهموا في تأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين في بداياته الأولى من أمثال مفدي زكرياء، عمر أوزقان، بشير حاج علي، مولود معمري، قدور محمصاجي، هنري علاق، كاتب ياسين، مراد بوربون، مالك بن نبي، جان سيناك، حيمود براهيمي، بشير يلس وغيرهم. هو الآن يخترق الذاكرة نورا خفيا ويرجعها إلى الوراء، أراه في ممرات مهرجان « لومانيتي » ساحبا يدي بحنان حتى لا نتأخر عن ندوة أو مساهمة في أمسية شعرية ونحن نجوب الأجنحة واحدا واحدا لتصحيح ما حرفه الإعلام الغربي من حقائق عن معاناة الشعب الجزائري في مواجهة الإرهاب، وللتعريف بنضال الجزائريين من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية ومن أجل مشروع اجتماعي متنور ومشروع ثقافي حداثي يتقاسم مع العالم ما هو أجمل وأرقى وأسمى. أراه في قاعة اليونسكو والساحات العامة مع مئات المثقفين الجزائريين ومناصري الحرية في العالم لفضح من ذبحوا الحلم والأمل والمعرفة والذكاء بالسكاكين الصدئة. حاضر دوما لتكريم أرواح وذاكرة من خطفهم الموت الهمجي على أيدي القتلة المبرمجين بدقة وعناية، عبد القادر علولة، يوسف سبتي، الطاهر جاووت، المعطوب الوناس، بختي بن عودة، إسماعيل يفصح، بوسبسي، بوخبرة، بلخنشير، الهادي فليسي،،، والقائمة تطول وتطول كثيرا… لكن ما يؤلم، وللأسف، مع كل ما قدمه هذا الجيل نساء ورجالا من تضحيات كبيرة ومعاناة لا توصف، في السجون والمنافي مع القمع والتعذيب والحرمان من أبسط الحريات في مراحل مختلفة من حياته، حتى في ظل الاستقلال، فإن منهم من عاش مقموعا أو مهمشا ومهملا، وبعضهم لم يعترف له أبدا بما قدمه من أجل الجزائر وطنا وشعبا وثقافة وفنا وفكرا، وأكبر ديل على ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يعانيه المناضل الكبير والشخصية الوطنية والتاريخية « صادق هجرس » من نسيان وعزلة والذي لا زال يطمع وفي هذا العمر المتقدم في نوع من الاعتراف. نم أيها الكبير « بوعلام خالفا » في هدوء وسكينة، لا زال في هذه التربة الكثير من السخاء والكثير من العطاء و الكثير من المحبة والكثير الكثير من الناس الطيبين والشرفاء.